خبراونلاین – اقیم اجتماع جنیف بمشارکة المبعوث الخاص الاممی لحل الازمة السوریة، الاخضر الابراهیمی، مساعدی وزراء خارجیة امیرکا وروسیا یوم الجمعة المنصرم فی جنیف، لکنه وعلى غرار العدید من باقی الاجتماعات لم یخرج بانجاز جدید ومن هنا لم یحظى باهتمام وسائل الاعلام. مع هذا فان اهم نقاط النقاش التی تناولها هذا الاجتماع والتی تبلورت فی تصریحات الابراهیمی تعکس امرا لا یزال قائما وهو ان الازمة السوریة لن تتمخض عن نتیجة من خلال الخیار العسکری وان الشرط الوحید للخروج من الحرب الدمویة الراهنة هو الحل السیاسی بمشارکة کافة الاطیاف السیاسیة. ان الواقع السیاسی لسوریا انما یظهر ان الحل السیاسی هو السبیل الافضل لتسویة الازمة بسبب ان الحل العسکری والسلاح لم یتمکن حتى الان من انهاء الازمة وتقلیل آثارالکارثة.
اما السؤال الرئیس هنا فهو لماذا لا تتوصل المساعی الرامیة لعقد مباحثات عن نتیجة تذکر؟ الحقیقة هی ان اطراف النزاع فی الساحة السیاسیة تضع شروطا مسبقة ومطالبات یمکن وصفها بالحد الاقصى والتی لا تحظى عادة بموافقة وقبول الاطراف المقابلة وداعمیها الاقلیمیین والدولیین. للاسف لم یتم حد الان طرح مبادرة تبتنی على الحد الاقل من مطالبات اطراف النزاع.
من جهة اخرى نرى ان بعض صناع القرار، هم لیسوا من لاعبی سوح المیادین والبعض الآخر من لاعبی سوح المیادین لا یتم الاکتراث بهم ویتم تجاهلهم. ربما ان اهم هؤلاء اللاعبین، هم الشعب السوری الذین لا محل لهم من الاعراب ولا توجد آلیة للاخذ وتقییم وجهات نظرهم. ربما ان اهم و اساس سبل حل الازمة من الناحیة السیاسیة الوصول والعودة الى آراء الشعب السوری باعتبارها الحد الفاصل لهذه الازمة وبالطبع ودون ادنى شک لا توجد امکانیة للرجوع الى هذا الحد الفاصل فی ظل استمرار ظروف الحرب والنزاع وفقدان الامن وتوفیر الظروف المادیة والمعنویة الاولیة للشعب . من الطبیعی ان مستلزمات ایجاد هذا الوصول ، هو اتفاق الجانبین على وقف اطلاق الناروبعض الاحیان وجود قوة خارجیة محایدة تشرف على مراعاة وقف اطلاق النار هذا.
من جهة وفی ظل الظروف التی وصلت فیها الازمة السوریة على الصعید الداخلی الى طریق مغلق ومعقد وعلى الصعید الدولی اسهم تشکیل الاقطاب والجبهات بین القوى الکبرى العالمیة فی تعقید وتشابک خیوط لفافة سوریا اکثر مما هی علیه، نرى ان بامکان اللاعبین الاقلیمیین ایفاء دور اکثر تأثیرا ، دور لم یتم توظیفه حتى الیوم فی سیاق خفض التوتر. ان الدعم المالی والتسلیحی للمعارضة المسلحة السوریة هی من ضمن الامور التی لم تساعد حتى الیوم على حل هذه الازمة وتسببت فقط فی استمرار التضحیة بارواح الناس وخراب سوریا الامر الذی تعود اضراره على کلا الجانبین. بالرغم من ان المعارضین زعموا مؤخرا انهم باتوا یتمتعون بدعم عسکری ومالی خارجی اقل ، مقارنة بالماضی وان السعودیة وقطر خفضت من حجم مساعداتهما او قامتا بتقدیمها بشروط ، لکن ساحة النزاع الداخلی لا تشیر الى وقوع ای تغییر.
یبدو انه فی حال عدم توصل الاطراف الاقلیمیة الى حل مناسب یرتکز على الحد الاقل من المطالبات ولیس اکثرها وبدعم من قبل الاطراف الدولیة، فان نار الازمة السوریة لن تحصد ارواح شعب هذا البلد فحسب بل ان تداعیاتها ستطال دول جوارها ایضا. لا سیما ان الوضع الراهن فی سوریا بات یمهد الارضیة للتجمیع وللنمو السرطانی للجماعات المتطرفة التکفیریة واشعال فتیل نار الحرب الطائفیة وایجاد الخلافات الطائفیة وتصدیرها عبر القنوات الفضائیة والالکترونیة الى کافة ارجاء العالم الاسلامی والعمل على توفیر ظروف اشعال حرب طائفیة على مدى مئة عام بین التشیع والتسنن، حرب تأتی على الاخضر والیابس وعلى قمة واساس لبلدان الاسلامیة وتترکها رمادا لا غیر. فی نهایة المطاف لا یبدو ان هناک افقا واضحا لحل هذه الازمة. ویبدو ان المنطقة تعیش حالة من الترقب لوقوع تغییر مفاجئ واستراتیجی یسهم فی حل عقدة هذه اللفافة المتشابکة ویرسم اوضاعا جدیدة.
*الملحق الثقافی الایرانی السابق فی سوریا